مامفهوم الذات؟!
هو: مااحمله من تقديرات عن نفسي انا ايها الانسان هذه النفس ماتقديراتي لها؟؟ .. مانظرتي لها ؟؟..
كيف ارى سلبياتي ؟؟ .. كيف أرى إيجابياتي ؟؟
لقد تعود الواحد منا ان يبتهج بإيجابياته واما العيوب فلا يحب ان يذكره احد بها
ان هذا الانسان بهاذيه الصوره ليس بالسوي!
ان فرحك بالايجابيات لايضيف لك شيئا حينما تذكرها اويذكرك الناس بها
ولكن عيوبك حينما تذكر لك فينبغي ان تفرح لان هذا يدعوك لان تقومها..
جاء شعر المديح في امة العرب بدرجه تفوق غيرها من الامم ورثنا هذا الموروث العربي لاكن ليس بالضروره ان يكون صحيحا
بالمقابل ايضا عند النقد ادرك ان في امتي خطا في طريقة النقد
النقد يفهمه اكثر الناس انه شتم واهانه واتجاه الى الانسان لا للفعل
وهذيه مشكله نراها في تربيتنا لأولادنا
(( فتجد والدا يقول لولده : اصلا انت حقير وانت غبي !! ))
ليست هذه تربيه صحيحه انما التربيه ان اتجه بنقد الى فعل الطفل لا الى ذات الطفل ..
لانك اذا توجهت الى ذاته فانت تدمر نفسه
من حيث اردت ان تنفعها
وتقدير الذات ومفهوم الذات الذي تحدثنا عنه قد يكون تصورا صحيحا وقد يكون خطا
فتصور الصحيح؛ ان ترى عيوبك بنفس الدرجه التي ترى فيها مزاياك وان تكون عمليا في التعامل معها لا انفعاليا
فتكون انفعاليا فايصيبك العجب بــ مزاياك دون بذل الجهد في الحفاظ عليها وتطويرها ,
وتصيبك الكابه والضجر او رفض الاستبصار
وهو الاسوأ _ فيما يتعلق بعيوبك ..
اذا.. نحتاج ان نواجه ذوتنا .. وان نكون قادرين على الحوار معها
حصرتها في جزئيتين صغيرتين أيها الكرام :
الأول / العمل بجدية على تحديد القيم التي تمثل ذاتي :
ما أحبه أنا أيها الإنسان .. ما أكرهه ..
ليس بالضرورة أنت أيها الشاب من تعمل في حقل دعوي ولك شيخ أو طالب علم تتربى عنده ..
ليس بالضرورة أن تحب ما يحب .. يحب الحديث وأنت أحببت الفقه ..
لا تمثل نفسك لحب الحديث لا بل حب ما تريد ..
يحب شيئاً ما من أمور الدنيا .. ليس بالضرورة أن تحب ذات الشيء أيها الكريم ..
يحب أن يلقي بطريقة معينة .. ليس من المنهج أن تلقي بنفس الطريقة إن لم تكن تميل إليها ..
لاشك أن الاقتداء بالأمور المميزة أمر مبارك .. لكن الذي أهم من الاقتداء ـ أعني بالأمور الشخصية ـ هو أن أتوافق مع ذاتي ثم يأتي الاقتداء بعد التوافق مع الذات ..
إذن .. أحدد القيم التي تمثل طبيعتي لكي أصبح متوافقاً مع ذاتي .. فيتحقق لدي احترام هذه
النفس من الداخل ..
لكل إنسان له طريقة نظر .. ولقد قلتها ربما مرة سابقة ربما بعضكم سمعها مني :
محمد رامي الدرة ..
هذا الطفل .. كل إنسان يستقبل ذلك الحدث بطريقته التقييمية الداخلية ..
بعض الناس ماذا يقول ؟ : انظر ذلة العربي كيف أصبح ! انظر اليهود الشياطين ماذا
يفعلون ! .. بعزة العربي ينتشي ويقاوم ذلك الموقف انتقاداً منه ذلك الإنسان ..
آخر يقول : ماذا ستفعل أمه ؟! إنها ستبكي عليه .. ماذا سيفعل أبوه ؟! إنه سيبكي عليه ..
بلغة العاطفة .. لا بلغة النخوة العربية ..
ثالث ـ وأنا ربما منهم ـ :
لم يضايقني الموقف كثيراً حزنتُ عليه ولا شك .. لكن أيها الكرام أليس من الظلم نحن منا نحن المسلمين والعرب أن تتجه تبرعاتنا لبيت محمد رامي الدرة لماذا ؟!
لأن يد مصور مبدع ومخرج مبدع استطاع أن يلتقط هذه اللقطة .. تحت ذلك الجدار ..
فمات محمد رامي الدرة بطريقة درامية .. لكن مات خلف هذا الجدار ربما عشرات الأطفال بطريقة
أشد درامية أو بطريقة غير درامية ..
إن قتل النفس لم يُنقل لنا أن تكون درامية أو غير درامية لكي نفعّل ذلك .. فاتجهت الأموال إلى بيت محمد رامي الدرة .. والبيت الذي بجانبه قد مات أبوهم في تلك المعركة .. والبيت الذي بجانبه ذات الشمال قد ماتت أمه .. إنهم أولى بالتبرعات من موت طفل في بيت !! ..
إذن .. نحتاج إلى طريقة تصوّر .. لا أقول نغير بل أنطلق مع طريقتي التقييمية أنا أيها الإنسان ..
لي طريقة معينة .. أتوافق معها وأتعامل معها وأصححها إن كانت خاطئة .. إن لم تكن خاطئة
وليس بالضرورة أن تتوافق مع غيري .. فكل إنسان له ميول مختلف عن الآخر .. أعرفها ..
أدركها .. أتعامل معها ومن خلالها أنطلق في هذه الحياة ..
الطريقة الثانية في التحاور مع الذات :
كن رفيقاً لطيفاً مع ذاتك .. بعض الأخوان حينما يستمع إلى محاضرة دينية أو نفسية مثل هذه يخرج وقد قرر أن يكون؛
حسان بن ثابت في الشعر .. خالد بن الوليد في المعارك .. أبو هريرة في رواية الأحاديث .. وأن يكون أبي بكر في نفسه اللينة الهينة .. وعمر بن الخطاب بنفسه القوية ، هذا الانتعاش الشديد
.. إنك ستجلد نفسك أيها الكريم ستكون شديداً معها أيها الكريم ..
كن رفيقاً لطيفاً مع ذاتك .. وسنتكلم عن المنهج بطريقة متدرجة بعد ذلك ..
إذن يجب أن تحدد أيها الإنسان ما هي ميولاتي ؟ ما هي تصوراتي ؟
ولا أنطلق من تصورات الغير التي أعجز عنها ..
إن كانت متميزة وأقدر عليها ولا تتعارض مع ذاتي فأنطلق منها وإلا أنطلق من تصوراتي .. شرط أن لا تكون خاطئة أو مرضية أو غير منهجية ..
آية أستمع إليها أو أقرأها في كتاب الله .. فأقف عندها .. هنيهة أو بل هنيهات ..
" سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم "
ما بال حرف العطف أتى بالنفس هنا ؟!!
إنها قضية كبرى هذه النفس .. إننا في أطروحتنا أيها الكرام لم نُعنَ بالنفس العناية الكافية ..
وحينما أتت عناية القرآن إلى النفس في هذه الآية لماذا ؟!
لأن الإنسان هو المقصود بالهداية ..
فإذا أردنا أن نصل بالإنسان لكي يعرف ما له وما عليه .. فلا بد أن يستكشف هذه النفس .. يدرك معايبها .. يدرك مميزاتها فيستطيع من ذلك أن يعيش في توافق مع هذه النفس ويحقق مطالبها
ومطالب ذلك الجسد متناغمة متناسقة مع مطالب تلك الروح ..
ثانيةً أؤكد : لِمَ نغربل الأحداث بعقول الغير ليس بعقولنا ؟!
نستشير نعم بل ونستخير أيضا لكن نفوسنا لا نهملها لأنك إن أهملتها فإنك قد تضطر أحيانا أن تنتفض ضد هذه النفس .. أن تعاقبها .. وهي لم تخطئ !
إنما أنت أيها الكريم من أخطأ لأنه لم يعطها حقها
" وإن لنفسك عليك حقا "
ليس معناها كما يظنها بعض الناس فقط أن تنام لا تقوم الليل كله وأن لا تصوم النهار كله وأنك كذا .. لا تشد عليها أيضا لا تقصّر في حقها .. إنه معنىً متكامل ..
إني أعجب في أمتي في قراءة النصوص الشرعية قراءة جزئية رغم أن لها طرحا متكاملا ..
يستشهد بها علماؤنا الأفذاذ في أمر معين فيشيرون إلى ذلك الجانب ولا يشيرون إلى الجانب الآخر
لأنهم ليس محط الاستدلال في ذلك اللقاء أو في ذلك المكان .. فيظن الناس خطأً منه لأنهم لم يفهموا توجيهات علمائنا رحم الله من مات منهم وحفظ الله من بقي .. فيظنون أن معنى هذه الآية أو ذلك الحديث بهذا المعنى الضيق ..
" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
نسمعها : إنك إذا ما شددت على نفسك بالصلاة فإنك لن تصلي ..
ما قصد علماؤنا ذلك ..
ارجعوا إلى كتب التفسير ليس معنى ذلك ! ..
حتى في الأطروحات النفسية إن لم تقدّم التغيير فإنك لن تُغير ..
تحتاج إلى جهد منك أنت أيها الإنسان ..
قسماً بالذي رفع سبع سماوات وخفض سبع سماوات لو لم يكن هناك جنة ولا نار
ما تبعت غير منهج هذا الدين .. لماذا ؟! ..
منهج هذا الدين فيه الراحة أيها الكرام ..
فيه الطمأنينة لك أنت أيها الإنسان ..
فيه التوفيق لك أيها الإنسان ..
في توافقك مع ذاتك مع حاجاتك النفسية والجسدية أيها الكرام ..
ولذلك حينما نربي الناس لا نربيهم فقط على الجنة والنار .. حينما نقدم أطروحتنا الدعوية لا نقدمها بنفس متخاذلة : والله يا أخي الدين كذا والدين كذا ..
كأني أستعطفه أن ينتسب إلى دين الله ..
كأنني أستجديه أن يتبع منهج هذا النبي ! ..
بل نقدم أطروحتنا بطريقة راقية : أنظر إلى عظمة الدين ..
حتى يصل إليه رسالة غير مباشرة ..
أدرك نفسك ليس فقط للجنة والنار بل حتى لكي تستمتع بالدنيا أيها الكريم حقيقة الاستمتاع ..
إنما من يمارسون المعاصي أيها الكرام قد يستمتع بالمعصية في لحظتها لكن بعدها خسارة وندامة
ثم إعادة ثانية لها ليس لكي يستمتع ..
ينتقل من الطبيعي إلى فوق الطبيعي أبداً ..
بل لكي ينتقل من التعب إلى الطبيعي الذي أنت تعيش بطبيعتك أيها الإنسان ..
إن المعاصي ومنها المخدرات لا يأكلها لكي ينتشي انتشاء زائداً لا ..
إنما مع تكرار استخدامها يضطر استخدامها لمن عنده أعراض انسحابية.. نزل من المستوى الطبيعي إلى أدنى من الطبيعي ..
فيأخذها لكي يرتقي إلى الطبيعي ! ..
أنت تعيش الطبيعي في أطروحتك الدينية ترتقي إلى مستوى فوق الطبيعي وتستقر به وتعيش به ..
قالها أحمد ابن تيمية رحمه الله شيخ الإسلام : ( ما يفعل أعدائي بي ، جنتي في صدري ، سجني خلوة ، نفيي سياحة) لماذا ؟!
لأن القوة والتحكم من الداخل عنده رحمه الله ..
قالوها رضوان الله عليهم بل قالها في موطن آخر ونقلها عنه ابن القيم رحمه الله :
( لو نجد في الجنة ما نجده من هذه الحلاوة في الدنيا لكفانا ذلك في الجنة ) ..
هو يريد أكثر ولا شك لكن يعبّر لك عن حقيقة الراحة وعن حقيقة المتعة في نفس ذلك العظيم رحمه الله ..
وفي السير من العظماء في الأمة ما يطول الاستشهاد فيها ..
إذن أيها الكرام ..
نعيش أزمة حضارية في بلادنا .. ليس في بلد كريم هذا وإنما في بلاد كثيرة للأسف ..
لمَ يسبق البنيان في تطوره الإنسان ؟! ..
مباني كبيرة مباني عظيمة ..
يجب أن يسابق تطور الإنسان تطور البنيان ..
نحتاج إلى حضارة تتعانق فيها المادة والروح ..
ما كان لبنيان أن يخدم أمة .. صاروخ من هنا أو هنا ويهدم بنيان المدن الكبيرة ..
لكن نفوساً مطمئنة .. نفوساً واثقة .. نفوساً محبة تستطيع أن تقوم بواجب هذا البلد الكريم ..
بواجب أهلك الذين يحتاجون إليك .. ليس فقط في الجهاد ..
أيضا في الدعوة ، في البناء ، في العلم ، في التوجيه ، في التربية ، في التعليم ، في الطب .....
ليس الإنسان الصادق مع هذا البلد .. الصادق مع أهله هو الداعية الذي يدعو إلى الناس في المساجد ..
إنك أيها الطبيب الصادق مع الناس في إخلاصك ..
طالب الطب الصادق في دراسة الطب الدراسة الحقيقية إنه يعمل بحقيقة ما نريد منه ..
ذلك المهندس .. ذلك الموظف الذي يكون أميناً في عمله .. كل هؤلاء دعاة ..
من ضيّق العمل الدعوي بهذا المفهوم الضيق : محاضرة في مسجد ؟! ..
كلكم دعاة .. ( كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته ) ..
إن الدعاية لون من ألوان الدعوة ووصف النبي صلى الله عليه وسلم جميع الجوانب في تلك الحياة .. أعني بها الرجل والزوجة راعية في بيت زوجها إلى آخر ذلك الحديث الطويل ..
نقف وقفة في وصف النفس .. هذه النفس أيها الكرام .. هذه النفس الغير الواثقة ما أعراضها ؟!!
حدثني أيها الطبيب ما أعراض النفس الغير الواثقة ؟!
وما أعراض النفس الواثقة ؟! ..
ثم أخبرنا كيف نعالج هذه النفس الواثقة بخطوات علمية ؟! ..
ربما هيّجتَ في نفوسنا شيء من الحاجة إلى التغيير .. ربما في نفوس البعض أقول -
ربما قلة لا ندري أو كثرة - : كيف نفهم .. كيف أعرف نفسي واثقاً أو غير واثق ؟!!
إن النفس الغير الواثقة أيها الكرام .. تعيش إشكالية نفسية وجسدية ..
في حركات جسد ذلك الإنسان .. حينما يتواصل بعينه مع الآخر لا يستطيع أن يتواصل بعينه مع الآخر بل يُنزل ببصره ..
لا يستطيع أن يتواصل التواصل الكافي ..
حتى حركات جسده حينما يجلس غير مستقرة تتحرك يديه تتحرك رجليه ..
أيضاً في جسده فيه انخفاض فيه انحناء فيه انكفاء ذلك الإنسان أيها الكرام..هذا بجانبه الجسدي ..
في بنيته النفسية يميل إلى موافقة الآخرين ..
أي كلمة يقولها الآخر نعم نعم ربما قبل أن يكمل الآخر كلامه ..
يحاول أن يُظهر الموافقة يحاول أن يظهر أيضا أن يساير الآخرين في آرائهم لماذا ؟!
لأنه عنده هيبة من الداخل من الآخرين .. لا يحمل الطمأنينة الداخلية أيها الكرام ..
ولذلك يوافق الآخرين لأنه إن لم يوافقهم ناقشوه وهو مختلف الذات من الداخل ..
إن هذه النفوس نفوس مرفوضة أيها الكرام ..
إن المتكبر في الأمة أهون خطراً من الضعيف الذليل الخانع أيها الكرام ..
لأن المتكبر مكشوف مكروه من الناس كله معروف عاري ..
لكن الضعيف الخانع الذليل قد يلبس علينا دون أن ندري أو يلبس علّ نفسه دون أن يدري ثوب المتواضع ثوب المؤثر أيها الكرام فننخدع بذلك الإنسان دون أن يدري وربما دون أن ندري نحن .. لماذا ؟!
عمر بن الخطاب كان يسير في شوارع المدينة ومعه الدرّة ويضرب بعض الناس من كانوا من يضربهم ؟!
كانوا صحابة كانوا تابعين ارفع رأسك ينشد منهم أن يعتزوا بدينهم ..
كان يقاوم ذلك أشد المقاومة رضي الله عنه ..
إذن النفوس الخانعة النفوس الذليلة لن تكون مؤهلة أن تعيش مستقرة مع ذاتها ..
لن تكون مؤهلة تلك النفوس أن تنفع بلدها الكريم ..
لن تكون مؤهلة أن تخدم أهلها ..
لن تكون مؤهلة أن تخدم هذا الدين ..
إن الدين في غنى عن نفس مهترئة إن لم تراجع ذاتها ..
تقوي نفسها بدين الله ابتداءً وبمناهج نفسية مقللة مبرمجة من علاج معرفي وربما سلوكي إن بلغت حد المرض وإن لم تبلغ فهناك مناهج تدريبية معينة تعزز هذا الذات ..
ولعله إن شاء الله ربما أرتب لاحقاً دورة في فن إدارة الذات وبناء الثقة في النفس ..
أقول : تلك النفوس ..
النفوس الغير الواثقة تميل إلى الاهتمام بحاجات الآخرين أكثر من حاجاتها
لأنها لا ترى نفسها شيء وترى الآخرين شيئا كبيرا ..
تميل كما قلت موافقة ومسايرة وإذعان شديد لماذا ؟
لكي لا تُنتقد تلك النفس
وهنا تقع تلك المشكلة في تلك النفس ، الأثر هي النفس الذليلة ..
مما رآق كثيرا لذائقتي