العقيد القدافي ينتقم من سويسرا بطريقته
فاجأ العقيد الليبي معمر القذافي كعادته كل العالم بدعوته إعلان الجهاد على سويسرا بحجة أنها قامت بحظر بناء المآذن. ولم يتوان في كلمة له بمناسبة إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف مساء الخميس وبحضور عدد من رؤساء ووزراء دول إسلامية وافريقية في وصف هذه الدولة بـ"الكافرة" وأن كل من يتعاون معها فهو "كافر"، حيث قال "سويسرا الكافرة الفاجرة التي تدمر بيوت الله، هذه التي يجب أن يعلن عليها الجهاد بكل الوسائل". واعتبر القذافي أيضا أن الجهاد ضد سويسرا وضد الصهيونية وضد العدوان الأجنبي "ليس إرهابا"
كما دعا إلى مقاطعة هذه الدولة "قاطعوا سويسرا، قاطعوا بضائعها، قاطعوا طائراتها، قاطعوا سفنها، قاطعوا سفاراتها، قاطعوا هذه الملة الكافرة الفاجرة المعتدية على بيوت الله..".
وقد أثارت تصريحات العقيد ردود فعل دولية منددة ومستغربة وخاصة من طرف الاتحاد الأوروبي، حيث قال على لسان متحدث باسمه انه إذا تبين أن التصريحات صحيحة فإنها ستشكل "تعليقات غير مألوفة" و"تأتي في توقيت غير مناسب من حيث أن الاتحاد الأوروبي يبذل حاليا جهودا كبيرة مع سويسرا للتوصل إلى حل ديبلوماسي" للأزمة بين ليبيا وسويسرا. وتوترت العلاقة بين ليبيا وسويسرا منذ الصيف الماضي بعد توقيف نجل العقيد، حنبعل وزوجته في جنيف بتهمة سوء معاملتهما للخادمة وأفرج عنهما بعد ذلك.
ورغم الإفراج عن الإثنين، تطورت الخلافات بين البلدين، حيث قطعت ليبيا إمدادات النفط لهذا البلد وسحبت مليارات الدولارات من حسابات في أحد البنوك السويسرية واعتقلت اثنين من رجال الأعمال السويسريين العاملين في ليبيا. وبدورها، أصدرت سويسرا لائحة باسم مسؤولين ليبيين على رأسهم العقيد القذافي يحظر دخولهم إلى أراضيها. وأثار هذا الإجراء غضب طرابلس التي قررت في فيفري معاملة الأوروبيين بالمثل، ما أدى إلى تدخل عواصم أوروبية في النزاع.
: